الحصاد المر

Admin عدد الرسائل : 389 تاريخ التسجيل : 03/05/2008

الحصاد المر

لقد بقي الفكر التكفيري الظلامي يسيطر على عقول الكثيرين فترة طويلة بحجج وشعارات براقة وبتوظيف الايات القرانية خدمة لمشروعهم الذي بلغ أوجه بانبثاق حركة القاعدة. وقد نالت القاعدة تأييدا شعبيا واسعا نتيجة لاستغلالها حالة الاحباط السياسي والفساد الاقتصادي وانتهاك حرية المواطن واستغلال المرأة الذي تمثل في اقناعها أن تبقى رهينة مقولات تقدم لها على انها في صالحها وبهذا تبقى ترسف بالجهل والامية والعزلة كي تبقى خادمة مطيعة وسلعة رخيصة يسوقها الرجل وينتهك حقوقها ويحرمها من حقها في المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمشاركة السياسية في ادارة شؤون الدولة وصنع القرارات، حتى وصل الامر حد حرمانها من اية صورة من صور المشاركة في كل المجالات العامة، بل تعداه الى حرمانها من التعليم كما فعلت طالبان او من قيادة السيارة او المساهمة في المجالات التي يقوم بها الرجل على تعددها كما في السعودية!!

ولكن ما جرى في العراق كشف الكذبة الكبرى التي ادعى هذا الفكر تمثيلها. فدعاوي اقامة الدولة الاسلامية وتحرير الارض والحفاظ على الاسلام واقامة العدل .. الى اخره من الشعارات البراقة، لم ينفذ منه سوى ازهاق ارواح مئات الالوف من العراقيين، وقطع رؤؤس جثث مجهولة يرمى بها في كل مكان كل يوم، ومقابر جماعية يتم الكشف عنها كل يوم (اكثر وأفظع من مقابر صدام حسين)، وتفجير اسواق العراقيين الشعبية ومساجدهم وجامعاتهم واعمالهم وخطف زعمائهم وقطع رقابهم، وقتل عشوائي بوتيرة بشعة جدا خلفت الالاف من الارامل والايتام الذين يمتليء بهم العراق ولا يجد من يقدم لهم المساعدة، وخطف الاطباء والمهندسين والعلماء والصحفيين والفنانين ورجال العمل العام ونسائه وقتلهم وتفجيرات السيارت المفخخة العمياء وعمليات الخطف والتعذيب والقتل وشاحنات الكلور المتفجرة التي كانت تحصد المئات، ونشر زراعة الحشيش في محافظة ديالي، واقامة نظام رعب يقوم على الخطف والنهب والسلب لممتلكات العراقيين البسطاء بحجة تثبيت دولة العراق الاسلامية، وغيرها من الممارسات الوحشية المجنونة التي بلغت ذات يوم ان منع اتباع القاعدة الباعة المتجولين في مدينة بعقوبة من بيع الخيار والبندورة على نفس العربات بحجة محاربة الاختلاط!!..الخ من القائمة الطويلة التي يقوم بها مراهقون أغلبهم مرتزقة قادمون من خارج العراق كالسودان واليمن والسعودية والجزائر وافغانستان وجدوا تنفيسا لاحباطاتهم واحلامهم المجنونة بذبح العراقيين، وكل هذا يسوق للناس باسم الجهاد ومقارعة قوات الاحتلال!!

وكما فعل هذا الفكر السلفي فعله في تخريب الجزائر في عشرية دموية دامية مريعة خلال التسعينات من القرن الماضي، فعل ذات الشيء في مصر قبلها، وفي لبنان حينما حرر العبسي وجماعة فتح الاسلام مخيم نهر البارد واعاد الفلسطينيين الى ديارهم!! وما يزال يفعل ذات الشيء في افغانستان والباكستان والسعودية واليمن وغيرها من الدول. ومن احدى مئات القصص المرعبة التي تروى هي قيام مجموعة من اتباع القاعدة بلباس الافغان في الهجوم على عدة قرى امنة مسالمة من المواطنين الفقراء في ولاية اغليزان في الغرب الجزائري عام 1996 في الاول من رمضان. فبينما كان الناس ينتظرون موعد الافطار، هجم"المجاهدون" على السكان بسكاكينهم وسواطيرهم وأعملوا فيهم ذبحا وتقتيلا فلم يبقوا احد منهم لا رجلا ولا امرأة ولا طفلا وبقروا بطون الحوامل وأهلكوا الحيوانات وتركوا المكان شاهدا على بطولاتهم!

وكما أقاموا دولة العدل والرشاد في العراق فقد أقاموها في الباكستان في المسجد الاحمر في اسلام اباد حينما اختبئوا خلف النساء والاطفال واتخذوهم رهائن لاقامة دولة اسلامية بالعصي والهراوات! وحينما فشل المشروع عمدوا الى اعمال التفجيرات الانتحارية التي وصلت الى اقيام بتفجير مساجد وقتل العشرات احيانا للوصول الى شخصية واحدة. أما الابرياء فالمعادلة موضوعة سلفا من كان صالحا منهم فمصيره الجنة ومن كان فاسدا فمصيره النار!!

منذ اواسط الثمانينات ولغاية الان مارس هذا الفكر كل انواع الجرائم باسم الدين. بل ان الامر وصل حد اعتبار الشعب بأكمله مستحقا للعقاب الالهي طالما انهم لم يتحركوا للثورة على الحاكم وتنصيب اتباع هذا الفكر التكفيري مكانه فهم اذن شركاء الطغاة ويحل قتلهم بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة.

هذا الفكر يحارب اي تحرك للتفاهم بين التيارت السياسية او التشكيلات العرقية او الدينية في الدول المختلفة او بين الشعوب فهو عدو لكل ما يمت للحياة او الحضارة او التقدم او اي شكل من اشكال تقدم الانسان، فهم لا يرون من كل التجمعات الانسانية غير الشر وغير الصور المبتسرة لتبرير العداء لكل الامم. الحياة بالنسبة لهم ليست اكثر من سيف ودماء وسيارة مففخة واسلوب جهمني في القتل العشوائي. كما أنهم برعوا في استخدام الانترنت لتسويق مفاهيمهم في قمع الانسان واستغلال المرأة وابقائها حبسية الجهل والضعف واعتبارها كتلة من المفاسد والشرور التي يجب ابقائها مغلقة! مثل صندوق باندورا للشرور! هولاء رغم ما ارتكبوه من فظائع لم يتعلموا ولن يتعلموا وسيبقى المسلمون وغير المسلمين يعانون من نزواتهم ومخططاتهم المرعبة التي تسوق للناس احيانا بشعارات براقة او تسوق بالترهيب بحد السيف والقتل وبيانات الادانة والتكفير!

عدد الرسائل : 50 تاريخ التسجيل : 20/05/2008

بارك الله فيك يا مدير

ومشكووووووووووووووووووووووووووووووووووور